شارك الأستاذ عبد الكريم الزبيدي، رئيس بلدية سلفيت ورئيس الاتحاد الفلسطيني للهيئات المحلية، في فعاليات المنتدى الحضري العالمي الثاني عشر (WUF12) الذي انعقد في القاهرة تحت شعار “كل شيء يبدأ محليًا.. لنعمل معًا من أجل مدن ومجتمعات مستدامة.” يُعد هذا المنتدى، الذي تنظمه الأمم المتحدة، من أهم المحافل الدولية التي تجمع الحكومات، الأكاديميين، وخبراء التنمية من مختلف أنحاء العالم لمناقشة التحديات المرتبطة بالتحضر وأهداف التنمية المستدامة، وتطوير خطط حضرية قادرة على مواجهة الأزمات.
وخلال المنتدى، أكد الزبيدي على أهمية الحضور الفلسطيني في المحافل الدولية، مشيرًا إلى أن التواجد الفلسطيني في مثل هذه الفعاليات يمثل رسالة واضحة للعالم حول صمود الشعب الفلسطيني وإرادته في تعزيز وجوده الدولي، رغم التحديات الكبيرة التي يواجهها في قطاع غزة والضفة الغربية. واعتبر الزبيدي أن الفلسطينيين في حاجة ماسة إلى دعم جهود التنمية وإعادة الإعمار، حيث إن مشاركة فلسطين في المنتدى تأتي تعبيرًا عن رغبتها في بناء مدن مستدامة قادرة على الصمود.
شهد المنتدى افتتاح جناح فلسطيني بتنظيم من وزارة الحكم المحلي، عرض خلاله التجربة الفلسطينية في التنمية الحضرية، مسلطًا الضوء على المشاريع الجارية في مجالات إعادة الإعمار والتخطيط الحضري. واعتبر الزبيدي أن هذا الجناح يمثل نافذة مهمة لتعريف المجتمع الدولي بالتحديات التي تواجه المدن الفلسطينية، وفرصة لتبادل الخبرات مع الخبراء العالميين.كما شارك الزبيدي في حوار نظمته مؤسسة كليما ميد ومبادرة تحالف المدن الذي تضمن نقاشات حول تعزيز قدرة البلديات الفلسطينية على مواجهة التحديات المناخية عبر تبني استراتيجيات طويلة الأمد للتنمية المستدامة. وأوضح الاجتماع أهمية الاستفادة من التجارب الأوروبية في الاستجابة للتغيرات المناخية وتطوير المدن بطرق تتيح استدامة الموارد الطبيعية وتوفير بنية تحتية متكاملة تخدم السكان.
وفي إطار هذا التحالف، تمت مناقشة كيفية تطبيق الرؤى البيئية في المدن الفلسطينية وتطوير استراتيجيات تهدف إلى بناء مدن قادرة على الصمود أمام الأزمات البيئية، مما يعزز من مستوى معيشة السكان المحليين.وقد شمل الحوار أيضًا استعراض تجارب ومبادرات فلسطينية رائدة، حيث عرض الزبيدي جهود بلدية سلفيت في تطوير مشاريع بيئية مستدامة، من ضمنها مصنع لإعادة تدوير النفايات الصلبة، ومصنع للسماد العضوي، ومحطة لتنقية المياه تعمل بالطاقة الشمسية، كجزء من استراتيجية البلدية لتحقيق التنمية المستدامة وتحسين مستوى الخدمات المقدمة للمواطنين.كما عُقد على هامش المنتدى اجتماع خاص للجالية الفلسطينية في مصر، شارك فيه زبيدي و وزير الحكم المحلي الفلسطيني، وعدد من ممثلي الجالية.
تناول الاجتماع الوضع العام في فلسطين، مع التركيز على الظروف الصعبة التي يمر بها قطاع غزة نتيجة الحصار والاعتداءات المستمرة. وأكد الحضور على ضرورة تعزيز الدعم للفلسطينيين في ظل التحديات الحالية، معربين عن تضامنهم مع أهلهم في الوطن، ومشدّدين على أهمية الحضور الفلسطيني في المحافل الدولية للتأكيد على عدالة القضية الفلسطينية.كما تخلل المنتدى تخريج دفعة من المشاركين في أكاديمية قادة المدن العربية، التي تهدف إلى تأهيل قادة محليين من العالم العربي وتعزيز قدراتهم في مجالات التخطيط الحضري وإدارة المشاريع، بما يدعم التعاون العربي في مجال التنمية الحضرية ويعزز التكامل الإقليمي.
واختتم الزبيدي تصريحاته بالإشادة بالدور المصري الثابت في دعم القضية الفلسطينية، معبرًا عن تقدير الشعب الفلسطيني للمواقف المصرية الراسخة في رفض تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة. وأشاد بالتجربة المصرية الغنية في التنمية الحضرية، مشيرًا إلى أن هذه التجربة يمكن أن تشكل نموذجًا تستفيد منه المدن الفلسطينية في سعيها لتحقيق التنمية المستدامة وبناء مدن قادرة على مواجهة التحديات.